16 juin, 2012

ذات جنون

ذات هذيان،ذات سكون،أوذات جنون،في ذكرى غيابها،جلس في صمت،على هامش الحدود وزجاجة نبيذ،يجتر الذكريات ويرسم خارطة طريق لعالمها ليؤويها إليه ويحتويها في عمقه.
أخذ يبحث عن طيفها بين قصائد الحب،وأسراب الطيور المهاجرة،وألوان قوس قزح.
تسمر على قارعة الحياة،يستجدي عشقا وقطرة من ريقها،ليخمد هجير العشق ولوعة الفراق.
رغم ضيق الكون،سافر،حلق خارج الروح،يبحث عن معجزة أو قدر ليأتيا له برائحة عطرها قبل أن يرتد إليه طرفه.
في إنتظار بزوغ طيفها يزرع وردة حمراء مع كل تنهيدة وكأس نبيذ يرتشفه ،يرقب آذان فجر ليفرش سجادته صوب قبلتها،يصلي ركعتين ليناجيها كل سجود.

قصص قصيرة جداً

رائحة الموت

في ذاك،الصباح على ضفاف الآخرة،أنين ورائحة الموت يعمان المكان،وفي دائرة ما وسط أقصى السماء،كانت هناك آلهة تنتظر وتصر أن تقيم طقسها اليومي لتنتشي وتتسلى بقربان من بني البشر،ذاك القربان كانت يومها روح أبي

كذبة أبريل

في لحظة لم تكن تتوقعها قط،رن هاتفها المحمول،أخبرها أنه يحبها ولن يفارقها حتى الموت،هللت،سعدت،وبينما تنتشي بفرحها تلقى هاتفها رسالة نصية يخبرها أنهما في الأول من شهر أبريل.

الكرسي

جلس على كرسيه الكبير الموصول بخيوط خفية في يد صهيوأمريكا الذي تحركه كدمية جهة اليمين حيناً وجهة الشمال حيناً آخر،وفي غفلة منه سحبت الصهيوأمريكا خيوطها إلى السماء،إنقلب الكرسي،سقط مغشيا عليه،أصيب بارتجاج في المخ دخل على إثره في موت سريري

05 juin, 2012

ديكارت ماركس وآخرون

في طريقه للبحث عن المجهول،توقف لبرهة على قارعة الحياة،تتملكه الحيرة والغموض،يتشابك المنطق لديه وتقلبات العقل،ليخوضا معاً معركة قاتلة.
يغرق في جزئيات مابين الحقيقة والشك والفكر الميتافيزيقي،أضحت تساؤلاته تقض مضجعه،غدت كسرب غربان جائعة تصدر نعيقاً مزعجاً فوق رأسه،تمنى لو لم يتلو حرفاً لديكارت ومصطفى محمود وأنطولوجياتهم الّلعينة، هؤلاء وغيرهم أدخلوه في صراع نفسي بلا توقف،رسموا له النقطة التي لن يصل إليها قط،يصمت لبرهة لإستراق السمع في محادثات الآلهة،لعله يعي حقيقة الأشياء ويغوص في أعماق لعبتها الساذجة،يحاول إستجداءها ردوداً لأسئلته،لم قدرت له الموت واستأثرت لنفسها الخلود؟لم تحتل الأرواح وتستولي على الأجساد؟لم ولم؟لكن لاجدوى هي المأساة نفسها ماتزال مستمرة بذهنه،هو السبيل المفضي إلى جنونه،أوطريقه إلى المالانهاية،هو الإنتقال إلى ترددات وموجات أخرى عبر أثير زمن المتناقضات الذي يجعله في صراع دائم معه.
يحاول أن يدخل إستفهامات الكينونة في إعتقال مؤقت داخل رأسه،حتى صارت هذه الأخيرة تشبه سنداناً إعتلاه الصدأ من شدة الدق والنار.
لاشيء يوحي بالتغيير،هي نفسها الأفكار والأسئلة تستجدي الحرية وإطلاق السراح،أضحى كشيزوفريني يخاطب نصفه الآخر،لاشيء يباعد بينه وبين عتبة الجنون سوى خيط رفيع يكاد أن يتمزق.
أشعل سيجارته الرخيصة،عاد لكتبه المتناثرة ليعاقرها ونصف زجاجة نبيذ،يلتهم الحروف ويعانق الكلمات،يضاجع أحلام مستغانمي في روايتها عابر سرير،يختلس وإياها لذة محرمة في إنتظار نهاية تأخذه إلى هناك بعيداً عن مؤلفات ماركس ،ديكارت وميكيافيللي وملايين الكتب التي لن يحتاجها بعد.