20 juillet, 2015

في إنتظار القيامة

قصيّاً عن الفزّاعات، وعن فوضى السّماء، وكلّما أتعبهما الوله، آويا إلى غرفته الضيقة ذات السقف القصديري، تلك التي لاتكبر سوى ببضع سنتمترات عن قوقعة سلحفاة. 
بداخلها يتكردسان كسجيني عشق فرّا من الرّب، وملائكته التي تعسّ الوديعة، يتجردان من ثوب الفضيلة، وورقة التوت التي تحجب سوءاتهما، ليشرعا في مزاولة لعبة البدء،  تلك التي لاتحتاج سوى لزاد وفير من قصائد تعرج نحو قبّة الليل، وبعض القبل التي تشجّ سكونه، يتبادلانها على سرير يشتد أزيزه كلّما تموّجا فوقه، وبين كل رعشة وأخرى، فتحا كوّة زفير، ليريحا رئتيهما، في إنتظار القيامة.

19 juillet, 2015

رحيل

من هنا مر غريب، عند ساعة الفجر الأخيرة، بخطى مترنّحة، وخِلقة تحمل ندبة غائرة، لاأحد شاهده يغادر متسللاً تحت لحف العتمة، سوى كاتب هذه السطور الذي تضرّع إليه لوهلة أن يتمهّل، فَأعرض، ومضى يحمل بيدٍ كيساً من خيش يحوي بضع نبوءات مرتّقة، ومخطافاً شديد العقف بأخرى، لم يَكُ يسير خلفه، سوى بعض الصّادقين بلحى طويلة إعتلاها الشيب، وصبي كفيف تعثره المتاريس، غادروا جميعهم تاركين خلفهم موتاً ينفث دخانه في وجوه المنكسرين، وصوراً صامتة بلونين.