05 juin, 2012

ديكارت ماركس وآخرون

في طريقه للبحث عن المجهول،توقف لبرهة على قارعة الحياة،تتملكه الحيرة والغموض،يتشابك المنطق لديه وتقلبات العقل،ليخوضا معاً معركة قاتلة.
يغرق في جزئيات مابين الحقيقة والشك والفكر الميتافيزيقي،أضحت تساؤلاته تقض مضجعه،غدت كسرب غربان جائعة تصدر نعيقاً مزعجاً فوق رأسه،تمنى لو لم يتلو حرفاً لديكارت ومصطفى محمود وأنطولوجياتهم الّلعينة، هؤلاء وغيرهم أدخلوه في صراع نفسي بلا توقف،رسموا له النقطة التي لن يصل إليها قط،يصمت لبرهة لإستراق السمع في محادثات الآلهة،لعله يعي حقيقة الأشياء ويغوص في أعماق لعبتها الساذجة،يحاول إستجداءها ردوداً لأسئلته،لم قدرت له الموت واستأثرت لنفسها الخلود؟لم تحتل الأرواح وتستولي على الأجساد؟لم ولم؟لكن لاجدوى هي المأساة نفسها ماتزال مستمرة بذهنه،هو السبيل المفضي إلى جنونه،أوطريقه إلى المالانهاية،هو الإنتقال إلى ترددات وموجات أخرى عبر أثير زمن المتناقضات الذي يجعله في صراع دائم معه.
يحاول أن يدخل إستفهامات الكينونة في إعتقال مؤقت داخل رأسه،حتى صارت هذه الأخيرة تشبه سنداناً إعتلاه الصدأ من شدة الدق والنار.
لاشيء يوحي بالتغيير،هي نفسها الأفكار والأسئلة تستجدي الحرية وإطلاق السراح،أضحى كشيزوفريني يخاطب نصفه الآخر،لاشيء يباعد بينه وبين عتبة الجنون سوى خيط رفيع يكاد أن يتمزق.
أشعل سيجارته الرخيصة،عاد لكتبه المتناثرة ليعاقرها ونصف زجاجة نبيذ،يلتهم الحروف ويعانق الكلمات،يضاجع أحلام مستغانمي في روايتها عابر سرير،يختلس وإياها لذة محرمة في إنتظار نهاية تأخذه إلى هناك بعيداً عن مؤلفات ماركس ،ديكارت وميكيافيللي وملايين الكتب التي لن يحتاجها بعد.

1 commentaire:

مغربية a dit…

فلينظر للتغيير في قرارة نفسه
سيجده حتما