14 décembre, 2012

قصص قصيرة

١
منذ أن قررت الإبتعاد عنه وأعلنت الرحيل غدا الليل بالنسبة إليه كمارد أسود يجثم على أحلامه،يحصي فيه آلامه جرحاً جرحاً،يحتسي كافيين عشقها ليستثمر حلكة ليله في مواراة سوأة دمعه،أضحى بعد غيابها كمن يحمل موته بين يديه،وزخات وجع تجتاحه كمن إستأصل جزءاً من جسده،كان كلما إستفاق على خيباته وخسائره كالمحارب المهزوم تحسس مكانها بجانبه،ذلك المكان نفسه الذي شهد غزواتهما لحظاتهما الجميلة،حماقاتهما وجنونهما اللامتناهي.
يبتسم كلما تذكر ابتسامتها،يبكي،يعاود الإبتسام،بدا كأهبل أو دون ذلك،يهش بيديه على أذنيه التي يزعجهما صدى قرع طبل رحيلها حيناً،ويضعهما فوق قلبه ليستمع لنبضه حينا آخر،يبحث بين ردهات غرفته عن بقاياها وأطلال أشياءها،حتى إذا رمق بين مقتنياتها إحدى قارورات عطرها المنتصفة،رش بعضا منها على جيده وبعضاً آخر في الفضاء حتى لاتفوح في المكان رائحة غيابها

٢
وقفت كعادتها أمام المرآة تطالع محياها ولتلقي النظرة الأخيرة على جسدها قبل مغادرتها المنزل،روع ودهشة ينتابانها وهي ترى صورة إمرأة غريبة لاتعرفها،عارية لاتشبهها وتمعن النظر إليها.
بحشرجة في جوفها سألتها عن هويتها ووجودها في فضاء وزمن ليسا لها.
فأجابتها بصوت خافت تكاد لاتسمعه تمهلي سيدتي أنا المرآة وقد مللت ان أعكس أقنعة الاخرين.

٣
منذ أن خاصم ذنوبه،وعند بزوغ كل فجر يوم جديد،يحضره الشيطان حاملاً معوله بيمناه،ومنجلاً بيسراه،يطوف حول رأسه،يهمس في أذنه،مابك سيدي إني مللت الإنتظار لقد تأخرت طويلاً في ارتكاب معصية عظيمة لا تغتفر

٤
وهو يغادر مضجعه أول أيام السنةالجديدة،ألقى نظرة على العالم من حوله،تفحص أشياءه،قنينته المنتصفة،أعقاب سجائره،وأطلال سهرة الأمس،توجه نحو النافذة،رفع رأسه نحو السماء،أنزلها،حدق في الوجوه والجثت العابرة،ليكتشف أن الأمور مازالت كما كانت عليه بالأمس،لاشيء تغير سوى عدد زوجي بارد في مؤخرة السنة برح مكانه ليحل آخر أحادي سيصر هو الآخر أن يلهو به،يسعد،ويعيد نفسه ثلاثمائة وخمسة وستون مرة.
هي الأحزان نفسها ستظل،هي الدموع عينها ستسقط،مع تغيير طفيف في مستوى ولحن الأنين.

Aucun commentaire: