31 mai, 2015

أنا تلك المرأة

1
أنا تِلك المرأة
الفارَّة للتَّو من قصيدة مبعثرة
عبر سورِ شوقٍ متصدِّع
ممتطيةً صهوة سُهد شاعر بوهيمي
أتعب نهدي مجازا
وخطَّ على شفتاي
موته الـمُكرَّر
2
أنا تِلك المرأة
التي يَتسلَّل إليها الشاعر ليلاً
يخلع روحه على عتبة نَهْديْها
ِليُرِّتب الحزن على قافيتها
ويرمِّم صمت ذاكرتها المثقوبة

30 mai, 2015

وطن عار

وطني المخصي
تَرَكْتُه في الحانة البارحة
عند القديسة تيريزا
حافٍ
عارٍ
مَصْلوب بجانب وعاء نبيذ رخيص
ومِنفضة سجائر
تحت رداء النُبُوَّة
تَزَمَّل وعاهرة
إستمنيا
خَرَءا
رَقصا على نباح الجِراء
ونداء الفجر
وبما تبقى منهما
راوغا المرايا
ماكَرا الله
وتسللا إلى رحِم المعبد

18 mai, 2015

حورية إيغوشي الطينية

حتى وهي مستلقية كإناء طيني خائرة القوى على المغسل الخشبي إستعدادا للسجي ، كان جسدها الذي غادرته مهجته دون طوع، يصر أن يغريني ببياضه، ربما هي الإغراءة الأخيرة، التي تجلت رغبتي حينها في الإستجابة إليها قبل مواراتها.
ففكرة مضاجعة ذاك الشيء المتحجر، الذي يشبه غشاء لوزة أجوف، تنتابني بشدة، ولعبة النقش على جسد خاوٍ، إلا من طلاء زهري، مازال عالقا بأظافرها، تثير حواسي، وتدفعني إلى مستنقع السادية.
أجثو راكعا صوبها لأقدِّم لنفسي، وأنا أُفرغ أنفاسي حول جيد حورية طين باردة، مفرطة في اللذة، وأرجو رعشة صامتة، باغتتني بهمس، أن أكف عن خبلي الأخرق، هذا الذي يمارسه الأحياء.

09 mai, 2015

شوق

كدرويش
بُعث من مستنقع المعنى
أترنح بقدمين حافيتين
ورداء يعلوه غبار الموت
أتضور شوقا
للدالية القديمة
للعشق الآتي من تعب المسافات
لحدائق النبيذ التي تسقيها إمرأة
لاتشبه النساء
للأرواح المبعثرة
لكل شيء
و للاشيء
كدونكيخوت
أشهر أمنياتي
في وجه السراب
أعاكس ريح الفقد
وأبحث في عيون المارة
وباعة الأحلام الرخيصة
عن قصيدة 
وعمر جديد

لاتسألي

ليس ذنبي أن أتساقط منكِ كورقة خريف هشّة
ليس ذنبي أن أهوى كغصنٍ يابسٍ مرّ به زفير طائر عليل
فأمِّي الشَّجرة ماكانت في الأرضِ لعروشها ضاربة
وأناملك التي زرعتني في عتمة اللّيل على ضفة وادي العبث
أثمرت هذا الرجل الواهن
ماأنا ياسيدتي سوى منتهى مداهنتك
عبثك
لامبالاتك
وخطاياك
فلا تبحثي عن عطر في زهرة تاهت بين الذبول 
ولا تستفسري التراب
ياامرأة التراب
فحرياً بك
ياسيدتي
أن لاتسألي عن أشياء
إن تبدى لك
تسُؤك

جرح على عتبة الجحيم

أيا أيّها التّافهون
إحفروا لحدي هناك
عند بقعة الأمل الأخيرة
وزخرفوا على شاهده حروف إسمي القَلِقَة
هُبُّوا 
فكل شيء أضحى مجهزاً للرَّحيل
جرحي المصلوب على عتبة الجحيم
حلمي الذي لم يُدرك 
المساء الأخير المحشو بقبلات الموت
وأنا الفارّ من قصيدة شاعر رديء
أعياها المجاز

أوطان برائحة الموت

الدماء الجارية كنهر
ماعادت تقض مضجع الآلهة
والنيران التي تلتهم الأحلام
أضحت نبراس سماءها المعتمة
الصلاة
أحجمت الصعود إلى السماء والأدعية
وصارت المعابد قفارا
لاتغريد فوقها لطائر الحسّون  
لارياحين في السبيل إليها 
ولابذرة حُبٍّ تُلقى في تربة الأرواح
لم تبقى غير تنهيدات أخيرة
لرجال يلعقون الجراح
وينسجون الأكفان
وجثت تَُوَقِّع تصاريح دفنها على أوراق الخريف
لم تبقى سوى عبرات باردة
وآهات
كأغنيات مصلوبة
وبضع شعراء
ماعاد لهم من غاوون 
وأولاد قحبة
يشيدون أوطانا خريفية
برائحة الموت