07 janvier, 2017

غرباء

شاهدتهم أول أمس في الحلم، كانوا أربعة، دون كيخوتي، فينست، نيرودا، ودوستويفسكي. 

وسط الدّهمة، وصمت مريع، شكّلوا دائرة حول شجرة لَوْز، كانت جباههم ضيّقة، وكانوا مطمئنون إلى أن فُتِّحت كوّة ضيّقة كسمّ إبرة إستظهروا فيها الحاضر. حينها، ترجّل فان غوخ صوب حيّ البغاء ليستردّ أذنه اليسرى من العاهرة هورنك، قبل أن يسجن ذاته داخل لوحة آكلي البطاطا، وأمّا پابلو، فقد غاب في الصّمت، إقتلع عينيه، وراح يتحسّس طريق الموت والياسمين المتعفّن، لينظم هناك، كلمات حزينة، في رثاء الشيلي. وقتذاك، كان الدي لامانتشا يهذي، يهشّ بيمناه غصن الشّجرة، يلعن الدي ثيربانتس، ويدعوه لتأسيس معركة وهم أخرى، وعند الزاوية المُقْبرة الكثّة، كان فيودور على هيئة الله، يضغط بكفه اليسرى على تفاحة، يعدّ خطواته إلى الخلف، ويصيح كصريع، أتركوني، سأظل كارامازوفا، سأظل كارامازوفا.