29 janvier, 2013

قصص قصيرة

١
في حضرة الصمت،جلس تحت ضوء فتيل شمعة تعكس ظله على جدران غرفته الضيقة،أخذ يقاوم وشمعته عتمة الزمن،يعاقرا الليل ونخب الغياب،باتت تؤرقهما وحدتهما القاتلة،فكر في وسيلة لإغتيال لحظة الموت تلك،أخذ رحلة نحو اللاوعيه،هناك خلق للزمن حياة،زرع لجسده روح،أحضر طيفها،رائحة عطرها،وخرخشة أساورها،رقص في حضرتها،فرح،تناول جرعة منها،إنتشى،ثم نام

٢
صعد المنبر،إفتتح خطبته بإسم الرحيم الرحمن،تلا بلاغ المجلس الأعلى للأديان
الذي يقضي بتحريم الإحتفال،بمولد إبن آمنة القرشي العدنان.
أمرهم بالدعاء لقائد البلاد الهمام،والهتاف بإسمه وحمل الأعلام، وتزيين المدينة بالألوان،إحتفاءاً بميلاد مولاهم السلطان.

٣
حملته كرهاً،وضعته كرها
وفصاله في عامين،حملته وهناً،بلغ أشده،هجاها،لوى ضلعها،عاب عقلها،نهرها،صاح في وجهها أُفٍ

15 janvier, 2013

تجربة موت

السادسة بزمن العبث الدنيوي،إستيقظ بعد ليلة رديئة قضاها في ركن معتم من الحياة بين جدران إبتلعت ماتبقى من حلمه وسقف إنهال عليه من أليم الذكرى.
جلس يقاوم الصقيع ورائحة العدم اللذان يغمران المكان،لاشيء يبدد ذاك القر لحظتها غير تنهيدة أطلقها كأنها الطوفان أخرج معها كمية الأوكسيجين القابعة داخل رئتيه.
كجرو صغير صعد للتو من مستنقع حرك جسده الأجوف بشدة،صدر عنه صدى أنين داخلي وآهات ماعاد يملك سواهما.
برح سريره البارد،سار فوق نكهة المرار حاملاً جمجمته الفارغة بين كتفيه ليطهرها من درن الخواء،غدت المسافة بين غرفته الكئيبة والحمام تلفظ خطواته المقززة التي اعتادت عليها،وحدها تلك المسافة من تعلم جغرافيته وتفاصيله الصغيرة المملة،تتآمر عليه،تصنع له فخاً كلما حاول التحليق خارج نفسه والسعي نحو عالم جديد.
كأخرس يحاول بعسر تحريك لسانه المعتقل بين فكيه ليلعن الصمت بداخله،ليصرخ في وجه الزمن،يحاول، يعيد الكرّة،فلا يستطيع،يفتح الصنبور الصدأ،يملأ كفيه بقطرات ماء باردة كتلك البرودة التي تجري مجرى الدم في شرايينه،يضربهما على جبينه،يطل بوجهه على أطلال مرآة لم يزل غير نصفها،فتصر هي الأخرى أن تعكس شحوب وبشاعة الزمن على محياه،أضحى الأمر معتاداً بالنسبة إليه،هي تجربة موت أخرى لكائن لم يذق بعد لذة الحياة

12 janvier, 2013

قصص قصيرة جداً

١
ربحنا الحرب صاح السلطان
ربحنا الموقعة صاحت الأمة
وكذلك صاحت القبيلة
ثم الفصيلة
تبعتها البطن
ثم صاحت الفخذة
وحده الوطن إنهزم
وَلْوٓلٓ
إحتضر
ثم ........!!!!

٢
لشدة يقينه من عشقها له
غدا يواظب على خيانتها
يعلم أنها تعي غدره
يصر على الإستمرار وتصر أن تحتضنه بعد كل عودة متأخرة
وكسائلة عشق تجبر نفسها على إلتقاط فتات الغرام المتناثر من ولائم غدره

٣
فرت سينوايت من بطش وطغيان أبيها وزوجته
إتخذت ركناً بالشارع وسط المدينة مضجعا لها
حل الاقزام السبعة
تناوبوا على اغتصابها وإزهاق ماتبقي لها من فرح
نامت سينوايت على إسفلت بارد ملتحفة السماء في انتظار الأمير الجميل الذي سيوقظها بقبلة منه
هي اليوم لم تستيقظ بعد

٤
وضع اللص يده في جيب العربي بحثا عن.......!!!!
وضع العربي أصبعه في أنفه بحثا عن......!!!
صاح اللص وجدتها
صاح العربي مؤامرة

٥
كانوا خمسة وسادسهم سلطانهم
ويقولون ستة وسابعهم ولي نعمتهم
إتفقوا فيما بينهم
أن يطيحوا بحاكمهم
أعلنوها ثورة وأسقطوا عاهلهم
لم ينتشوا مثقال ذرة بنصرهم
لأنهم إختلفوا على من يتسيدهم
فافتعلوا الإتهامات
ذاك علماني والآخرديني
أنا شيعي وأنت سني
شحذوا سيوفهم
اقتتلوا فيما بينهم
ماتوا جميعهم

07 janvier, 2013

قصص فصيرة جداً

١
أفنى عمره في دراسة فن الإحتضار
أدركه الردى ذات رقود عميق
فلم يترك له فرصة أن يحتضر
٢
تبحث عن قلبه
يبحث عن مايتوسط فخذيها
أدركت مايفكر به
قايضته
هي اليوم تبحث عن مافي جيبه
هما الآن سيان
٣
وهي تتأهب للرحيل أهدته عكازة
يتوكأ عليها لتهديه السبيل كلما زادت عتمة إشتياقها
٤
عانوا سنين ليلقنوه فن الكلام
وأول كلمة
أمروه أن يخرس
٥
أدرك أنه في زمن لم يعد فيه المؤمن مرآة أخيه قرر أن يغدو مرآة نفسه
إنتصب أمامها
أصرت هي الأخرى أن تخفي بشاعته
٦
في إشتداد الأزمة
قرر أن يلقي خطاباً للأمة
كح بسمل ثم عطس ثم حمدل
ثم تأسف للقوم واعتذر
على كل الأخطاء التي لم يرتكبها بعد
٧
غادر الوطن
درس علوم الميتافيزيقيا والباراسيكولوجي
عاد إلى الوطن
تسلم وظيفته الجديدة
وأول يوم عمل
إعتلى المنبر ليفتي الأمة في نواقض الوضوء

05 janvier, 2013

سوأة الروح

إنتصبت أمام المرآة تنصت لدقات قلبها،وتتأمل جسدها العاري الملطخ بالآثام والمعاصي،أخذت تداعب بأناملها حلمتي نهديها اليانعتين،تصول،وتجول سائر بدنها لتتجمد أصابعها بين فخذيها،شرذت في ذاك المكان الذي خاض مئات الحروب،وشهد كمثلها من الغزوات فوق أسرة ذكور تشبه إلى حد ما وحوشاً ضارية وجدت فريستها بعد طول سغب،تذكرت كل الدمى وأشباه الرجال الذين اعتلوها،وتلك الكائنات الدونية التي ماتستطيع إثبات ذواتها في الأرض فتثبتها فوق صهوتها تحت جنح ظلام غرفة توحد نتانتهما،أضحت كما الجلد الممزق من كثرة الدباغ،يتناوبه لئام مازالت أنفاسهم وزمجراتهم تقض مسمعها مقابل ثمن بخس دراهم معدودة لاتسمن ولاتغني من جوع.
شعرت بالتعب،ذرفت دموع خيبتها،كرهت كل الرجال الذين تشاركوا في نهش لحمها،والذين لم يتشاركوا،أبناء عاهرات هم،لاأحد تعزف روحه سيمفونية الآه كما أنتِ،هكذا خاطبت صورتها المعكوسة داخل المرآة،حاولت أن تكفر بنفسها،أن تغادرها علها تنطلق في رحلة جديدة نحو قلب رجل بدل جيبه،فما استطاعت.
تمهلي سيدتي،هم الآخرون يبحثون عن مابين فخذيك عوض قلبك،هكذا عاد الشيطان الذي بداخلها ليخاطب صورتها داخل المرآة،باتت تعي ذلك جيداً،فقررت أن تقايض كل الوحوش الجائعة،تحركت من أمام مرآتها اللعينة التي تصر أن تعكس بشاعتها الدفينة،سترت جسدها بقطعة ثوب لكنها عجزت عن ستر سوأة روحها التي ماتزال تعزف لحن الآه.