29 octobre, 2012

غواية

والشعراء
يتبعهم الغاوون
في كل واد
يهيمون
ولأنك أغويتني سيدي
ولأني أهيم بك
سألملم كل قصائدك
أنثرها في دولابي
بين حاملات صدري
وشالاتي

28 octobre, 2012

تيه

هاأنا تائه بدونك سيدتي
في وحشة هذا المكان
مثخن بالجراح
أنزف ألماً
عالق هاهنا
في غربتي
ألوك الذكريات
أعاقر العدم
وأعزف لحن الأنين
بين الصمت واللاشيء
أنفصل جزءاً مني
أمشي
فوق صباحات مدينتي الباردة
أتلو بصمت
على مسامع الموتى
ماتيسر من غيابك
أحمل ندوب خريف قديم
أرجو دفئاً يهزم الصقيع القاتل
ويحرك صورتي المتجمدة
أرجو من روحك القُدُس
نفخة في جسدي
أرجو عبثيتك
فوضاك
عنفوانك
وصدى صوتك
هاأنا تائه بدونك سيدتي
في طرقات العشق
أفترش الشرود
أبحث عن طيفك في عيون التائهين
كمجذوب
يحمل روحك تميمة على جيده
أقرع أبواب المعابد
أقيم صلاة التائه
أخبر بعشقي الآلهة
أهديها عطرك بخوراً
وأرجوها رحمة
آناء الليل
وأطراف النهار
هاأنا تائه بدونك سيدتي
دون هوية
بلا عنوان
تتقاذفني أمواج الشوق
تنثرني كحبات بلور
وانتِ
هناك هادئة
تصرخين بصمت
كما بحر في لحظة سكون
كمعزوفة جنائزية
وبيننا
ثمة مسافات
ثمة دروب تؤدي إليك
ثمة نهايات
ثمة موت يقتل كل الاحتمالات
ثمة آلهة
فعالة لما تريد
ثمة جدران عالية
وخلفها أقبع أنا
حزيناً
كما طفل أضاع لعبته

24 octobre, 2012

همس الليل

على مسامع الليل
أتلو
تراتيل العشاق
أهمس في ُأذنه
شعراً
أزهر بقلبي
وأول لقاء
أُنبِئه
ببداية حلم
وطفلة
تكتسي ثوب نقاء
هطلت على فؤادي
عطيّة من السماء
أحكيه
بِلغة عطر
عن سرير
وعذراء
فرحماك ياليل
رجاء
لاتبرح الفضاء
قِظ ذكراها بقلبي
وحديث الشوق
في بحر سكونك
حتى أغفو
كطفل بين راحتيك
أو كعاشق عليل
يرجو ريقها دواء

21 octobre, 2012

عذراء ماتزالين

عذراء ماتزالين
طفلة بداخلي
بأقراط زمردية
بظفيرتين
ودائرة حمراء
تحتل وجنتيك
تخربش بطبشور وردي
جنون عشقي
تمنحني لذة معتقة
كصبية عابثة
تائهة تحت ضوء القمر
بثوب عروس
تبحث بين ثناياي
عن ملامح إمرأة
تخترق مسامي
تختال في عمري
لتنضج بداخلي
عذراً
تمهلي سيدتي
هكذا أحببتك
إشتهيتك
عشقتك
طفلة
تنشدين لحن الغرام
عذراء ماتزالين
كزهرة بيضاء
على ضفاف وادي
نقية
كماء زلال
كضوء في عمق
كقبس فجر
كترنيمة صوفية
كيمامةً بيضاء
تقف خلف شباكي
تُهديني هديل الشوق

19 octobre, 2012

أنتِ

أنتِ
ياقطرة ندى
في صباحات الربيع
ياهمس فجر
على مسامع العشاق
ياميلاد فرحي
يادفئ الروح
يانبض القلب
ويا....ويا....ويا
شربت...من مقلتيك
سحر الهوى
على يدك ثقِفتُ
فرائض الحب
ونوبات الجنون
ضميني بين رعشاتك
ياسيدة الأكوان
املكيني عبداً
ملَّ الحرية خارج عينيك
دعي اللاشيء
مسافة بينك وروحي
تغلغلي في أوردتي
تيهي بين ذراتي
عانقي ثغري
قيدي بين ضلوعي آهات
واكتبيني في تاريخ هواك
رجلاً
ديكتاتوراً
تربع على عرش نهديك
يأبى التنحي

16 octobre, 2012

رقصة الموت

إعتلى خشبة مسرح الحياة ليتقمص دور الصامت،وكمهرج بئيس،إرتدي قناعاً ضاحكاً ليخفي ندوب الزمن على محياه.
دقات كنبض قلب،ستارة حمراء تُفتح على مصراعيها،وموسيقى حزينة تعلن بداية المشهد.
بعيون يتملكها الخوف،أخذ ينظر إلى الأفق،من خارج حدوده يراقب العالم،هذا السجن الأبدي.
بحركات ميمية،شرع في بقر بطنه بغية إخراج أحشائه،شرايينه،فؤاده،بات يعُدُ أعضائه أمامه حتى بدا أجوفا،أخذ يبحث عن الإله بداخله
وألم يغزو بقايا جسده،بحث عن عقيدة،عن خلاص،عن أرباب،فلم يجد غير آثام وخطايا.
غادر ميميته وصمته،أخذ في الصراخ والترنح،رقص رقصة الموت حتى خارت قواه،سقط فوق خشبة مسرح الحياة،غادر الكون،علا صراخ وتصفيقات كأنها صدى نقر على أرواح خاوية

09 octobre, 2012

في البدء كانت الغواية

أعشق صمت الليل
وبجانبي أنت
مستلقية
متوهجة
كعذراء يتلبسها الشيطان
بشفتيك الملتهبتين بالرغبة
متطرفة
عبثية
دانية
أقرب إلي من حبل وريدي
تتفتحين بداخلي كأقحوانة
تزهرين
في حقول نشوتي
تسرقين
إعترافات شهوانية
وتوقدين لهيباً أبدياً
آمنت بك
بضلالك
وفردوس نهديك
دعيني
أغوص في قعر روحك
أتذوق نكهتك
بطعم القرنفل
أعب كأساً من ريقك
أميط اللثام عن أسرارك
أصطاد الشيطان بداخلك
أتوه بين غرغرة رعشتك
وصرخة الأورجازم
عدن أنت
تجري من تحتك خمرة العشق
أنهارا
فاسقنيها سيدتي
اسكريني
حد الثمالة
راوديني عن نفسي
لن أستعصم
إغويني
لاتهابي
ففي البدء
كانت الغواية

07 octobre, 2012

الثمرة المحرمة

خلف حدود الموت
في زخم المعتقدات
بين الأجساد المتناثرة على قارعة السماء
وعند إشراقة شمس مترنحة
أتوهج بقعة ساطعة
أبعث
رسالة منسية
بلغة ضائعة
أفك طلاسيم الكون
وهناك
عند الشجرة القرمزية
أقيم قداسا
أدعو العذراء
ألتهم الثمرة المحرمة
أتخلص من الخوف
من الخلاص
من الخطيئة
أغلق باب الإنتحار
وأحيي شهوات شيطانية
أنعي موت الآلهة
أقتل البهلوان بداخلي
أرمي القناع
الحذاء الكبير
الأنف الأحمر
والشعر المستعار

05 octobre, 2012

دع عنك روحي

أيها النرجسي الكبير
جعلتني بين خيارين
أن أموت
أو أن أموت
تمهل
دع عنك روحي
تترنح بين ضلوعي
فأنا لم أتعلم بعد فن الموت
مازال هناك وطن ينتظر
باحتراق
وامرأة تحتضر
ترقب بشوق
حذاء بكعب
وكسرة خبز
تمهل أيها النرجسي
حتى خريف قادم
أنشأ مستقراً
تحت شجرة صفصاف
بيدي كفن وزهرة بنفسج
وبالأخرى كأس نبيذ
حينها انتشي بنرجسيتك

03 octobre, 2012

آخر قصيدة

على صفحات كتاب قديم
بحروف صمت حزينة
بحبر من وريدي
أغرق في بحور الشعر
وأنظمك آخر قصيدة
أنزف لأجلك حروفا
وآهاااات
أُسْكِنك أميرة في بَلاط كلماتي
ألغي كل الأبجديات
كل المعاجم
كل كتب النحو
وأكتُبُك بصيغة روحك التي بداخلي
أخطك آهات تنبلج من همس التضرع
أجعل منك أوديسة هذا الزمن
إلياذته
كَنَبي أرقب الوحي
لأُنزل فيك سورة
تتلى في حضرة الآلهة
وعلى قبور العشاق
آياتها همسك
وحروفها أنفاسك
سأكتبك أيقونة أنثى
تغار منها الحوريات
وملكات الجن
سأخطك في كتب التاريخ
إمرأة ثائرة
زعزعت عرش عاطفتي
دكت حصوني
إحتلت مدني
وأسقطت آخر ملوك العشق

02 octobre, 2012

ألم....ذكرى واحتضار

جلس على ضفاف ليلة تتشح السواد حزناً على فراقها،لاشيء يكسر صمت القبور الذي يجتاح المكان ليلتها،سوى صوت جرح قديم مازال يعوي بقلبه،تاه بين أرض حبلى بالموتى،وسماء هائمة،أخذ يجتر الألم،يغوص في قرارة الوجع،يصارع هيج الذكريات والأحزان،كما يصارع الدون كيشوت طواحين الهواء بسيفه الخشبي،بدا كبطل تراجيدي في مسرحية شيكسبيرية،يحاكي الخوف،ويبحث بين ردهات السماء عن طيفها أو بعضاً منها،كأهبل ينصت لصمت الأشياء راجياً أن تنطق إسمها،وكأرنب عجوز يهز أنفه للسماء،يشتم مزيج رائحة الغموض والحزن،وبقايا عطرها العالق به منذ أول لقاء كان بينهما.
لاأحد يأبه لأنينه وشكواه سوى جدران غرفته الكئيبة الصامتة،وشمعة تكاد تلقى حتفها بعد حين.
مازال يتذكر تلك الليلة اليتيمة حين رآها أول وهلة ،كانت تبدو كقطرة ندى نقية في صباح ربيعي،بابتسامتها التي تشبه ابتسامة رضيع،حينها لم يستطع تحديد الفرق بينها وبين بدر مكتمل كان يعلو السماء ليلتها،بدت شفتيها كالدر المكنون لمح فيهما هزيمته،تلعثم،تعثر بين نظراتها الطفولية النابعة من عينيها الشبيهتين بالنجوم،وهمسها الذي لايكاد يسمعه من شدة الدهشة،تعطلت لديه لغة الكلام،فكانت أول قبلة منها على خده كافية لتعلن ميلاده من جديد.
لاينكر أنها كانت أشجع منه لحظتها،وإن أراد أن يبدو أمامها عكس ذلك،حاول أن يستجمع شتات قلبه دون أن تعي به مختبئاً وراء ضحكة بلهاء خشية إكتشاف أمره.
دعاها للترجل قليلاً حتى ابتعدا عن مكان اللقاء،بدا وكأنه يكتشف المدينة لأول مرة،فهو لم يرى قط جمال المكان من قبل كما رآه تلك الليلة بصحبتها،أو لربما وجودها من زاد الفضاء جمالاً هكذا توقع.
بعد كل خطوة يخطوانها يمتزج كلامهما،تتشابك أيديهما،وينكسر القيد تلو الآخر،كان بين الفينة والأخرى ينظر لساعته اليدوية،يلعنها،ويتملكه خوف شديد من مرور الزمن،لأنه يعي جيداً أن هذا الأخير قاتل محترف،يصر أن يلعب دوره المعتاد في اغتيال الأوقات السعيدة،وهو الوحيد الذي يملك المقصلة الكفيلة بإعدام ذاك اللقاء الذي لم يحب أن تكون له نهاية،باتت أمنيته الوحيدة حينذاك أن يوقف أحدهما أو كلاهما الزمن الذي كان يجري ساعتها بسرعة البرق.
ماالسبيل إلى إيقافه أو على الأقل نسيانه يتسائل بداخله؟
فتجيبه بنفس سرعة الزمن بدعوته لإحدى الحانات،وكأنها قرأت تفكيره،أحس كمن تقول له الخمرة وحدها من ستنسيك الزمن سيدي.
سر لدعوتها،أخذا في الإبتعاد عن ضوضاء المدينة وأضواءها،قصدا إحدى الحانات المعروفة التي أصر قبوها أن يبتلعهما،أضواء حمراء خافتة تحجب عنك رؤية الآخرين،وصخب موسيقى يزعج الآذان،أجساد تتمايل،وأخرى تحترق في صمت كما يحترق وراء ضحكته،أخذا مكانهما في آخر الحانة،إرتخيا على أريكة بيضاء ناصعة كنصاعة بشرتها،بديا كعروسين يجلسان داخل هودج فوق سنم ناقة،توحدا في طلبيهما،قنينة فودكا،خمرته المفضلة،خاضا في أحاديث شتى،كانت كلما تكلمت هي نسي صوته،عبا نخب لقاءهما الأول،غنيا،رقصا،كانت تبدو له كغجرية متمردة ترقص للريح،أو كممثلة قادمة من زمن المارلين مونرو،سرقا القبل واللمسات،تعانقا بين الحين والآخر،إنصهرا،وانكسر آخر القيود.
مع كل كأس خمرة ينقرانه كانت تزداد جمالاً بعينيه،لم يعد يسمع من صخب الحانة سوى همسها الذي عشقه فيها توالت الساعات التي لم يعد يحسها برفقتها،نسي النظر في ساعته التي لعنها من قبل لسرعتها الجنونية سبح ونديمته في فلك بعيد،غاصا في أعماقه،إستئنسا به لم تخرجهما منه سوى تصفيقات حارس الحانة الذي ينبه بها السكارى بإنتهاء الليلة حسب توقيت المجون.
وكما ابتلعتهما الخمارة قبل سويعات لم يعد يعي عددها،لفظتهما للخارج متشابكي الأيدي،يتبادلان الإبتسامات وينشدان لحن العشق.
ماكان يشغل تفكيره حينها هو سبيلهما للمجهول،فهما لم يحددا بعد كيفية إتمام سهرتهما،سطر في عقله خارطة طريق إلى جسدها الخارق،وبدون مقدمات وبجرأة لم يعهدها فيه دعاها لمشاركته سريره،عرض عليها أن تكون إلهته تلك الليله،سيعبدها كما لم تعبد امرأة من قبل،يتوضأ برذاذها،يتوجه صوب قبلتها،ويصلي داخل محرابها،كانت نظرة واحدة من عينيها وابتسامة إشارة لقبولها،فرح كما يفرح الغريب للوطن،سارا في إتجاه سرير يوحد رغبتهما،إمتزجا،تحررا،إحتضرا حتى الجنون،إحترقا في جحيم الغواية،كانت له الأنثى التي لم يحلم بها يوم قط،
في صباح اليوم الموالي إستيقظ على نسمة نداها،شعر وكأنه أول صباح من عمره تبادلا الإبتسامة،وهي ترتدي ملابسها،طبعت على شفتيه قبلة صباحية كأنها الشهد،فأخرى،فكانت آخر قبلة تعلن نهاية لقائهما،على رصيف محطة القطار الذي سيأخذه إلى هنا،حيث هو اللحظة،في حالة كسوف كلي،يعتصر الوهم ،يتلذذ بمضغ ذكراها،ومنذ لحظة فراقهما مازال ينظر إلى فراشه كل صباح،لعله يعثر على أثرها بجانبه،وبعدما يتيقين أن لاوجود لها يتوهم أنها غادرت الفراش قبيل استيقاظه.