بعد غزوة عاطفية ضروس تركت ندوباً لاتزول بقلبه،وخوفا من هزائم وخسائر أعظم لمعركة لم يكن مستعداً لها عِدةً وعتاداً،قرر الإنسحاب والإستسلام.
حمل رايته البيضاء،لملم جروحه وبقاياه،دفن حزنه وغصاته،وأخذ يعدو نحو المجهول مبتعداً عن ساحة القتال.
بعد جري طويل في صحراء الوجع،وتحت حرارة الشوق،توقف لبرهة ليسترجع أنفاسه،وليطفئ ظمأ الفراق،إلتفت خلفه ليعد مسافة وزمن الإبتعاد،فلمح طيفها يطارده،ورائحة عطرها تتقافز لتستقر بأنفه،بحث عنها مابين طيف وعطر ليجدها في جوفه متوارية،تسترق السمع لنبضه،أخذ مكانه تحت ظل الخوف من أسلحتها الفتاكة،بحث عن وسيلة أخرى للهروب،عن لجوء عاطفي في حضن إمرأة أخرى تنسيه هزائمه،فكر مئات المرات،قبل أن يقرر الإنتحار ليقتلها بداخله.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire