١
سأل تلامذته عن عاصمة إسرائيل
عم الصمت حجرة الدرس،إلا من صوته
صاح
رفع سبابته
علا بها فوق رأسه
أجاب واليقين يملأ عقله
قطر ياسيدي
٢
كتم صيحة ولادته وأول إصطدام بالحياة
سكنتت صرخته صدره
باتت كالرعد تدوي في فؤاده
تحرقه
حيا في وجوم
هلك في غياهب الصمت
رحل في سكون بكفن
ورغبة جامحة في الصراخ
٣
كعصفورة حديثة الولادة
أفردت جناحيها لرغبته
ترجوه نسج رداء دافئ
يقيها صقيع الغياب
ويوقظ صرخاتها الدفينة
٤
إعتاد أن يتوضأ بِريقها
وموعد صلاته
أطالت الغياب
أحضر طيفها
تيمم به
٥
حيا عمره عاري البدن
يبحث عن أسمال وسط نفاياتهم
عن أطلال جلباب
يستجديهم ثوباً يواري سوءته
ترقبوه
حتى نزعه الأخير
وموعده وربه
ليلبسوه كفناً
٦
إرتشف ماتبقى في فنجان قهوته
نظر في عبوس لساعته اليدوية
قطب جبينه
غادر المقهى بعدما تأكد تخلفها وموعدهما
هاتفته بعد برهة تخبره ضبط ساعته حسب التوقيت الصيفي
٧
جلسا على الأريكة
توسد فخذيها
إنحنت لتمنحه قبلة
سقطت نهديها كتفاحتين على رأسه
إكتشف جاذبيتها
٨
حفاظاً على تاريخها
وحرصاً على تراثها
ولقناعتها الثابتة بضرورة ربط جيل الحاضر بالماضي
قررت أن تحترف أقدم مهنة في التاريخ
٩
كمهاجر غير شرعي صعد قارب اللهفة متجهاً نحو عاصمة العشق
يرجو الحياة وإياها إذا مااستطاع إليها سبيلا
سار في صراط بحر الهوى
عصفت رياح الشوق
تلاطمته أمواج الغياب
أحدثت خرما في مركبه الصغير
إحترق شراع الوصل
تهاوى
إختنق
مات
كتبوا في شهادة وفاته مات عاشقا
١٠
دخل مضجعه
أوى إلى فراشه
توسد حكاياه
إلتحف قصائده
إستيقظ مزكوما
١١
رغبت في الإنفصال
قابلها بالرفض
قامت بينهما حرب حامية الوطيس
ربحت المعركة
أخذته معها غنيمة
١٢
وليلة ميلادهما السبعين
ألقيا بجسديهما فوق سريرهما
تبادلا النظرات
أهداها قبلة على خدها ووردة حمراء
أهدته إبتسامة وحبة زرقاء
1 commentaire:
جميل ما خطته أناملك..
كنت هنا
Enregistrer un commentaire