قصيّاً عن الفزّاعات، وعن فوضى السّماء، وكلّما أتعبهما الوله، آويا إلى غرفته الضيقة ذات السقف القصديري، تلك التي لاتكبر سوى ببضع سنتمترات عن قوقعة سلحفاة.
بداخلها يتكردسان كسجيني عشق فرّا من الرّب، وملائكته التي تعسّ الوديعة، يتجردان من ثوب الفضيلة، وورقة التوت التي تحجب سوءاتهما، ليشرعا في مزاولة لعبة البدء، تلك التي لاتحتاج سوى لزاد وفير من قصائد تعرج نحو قبّة الليل، وبعض القبل التي تشجّ سكونه، يتبادلانها على سرير يشتد أزيزه كلّما تموّجا فوقه، وبين كل رعشة وأخرى، فتحا كوّة زفير، ليريحا رئتيهما، في إنتظار القيامة.