إنتصبت أمام المرآة تنصت لدقات قلبها،وتتأمل جسدها العاري الملطخ بالآثام والمعاصي،أخذت تداعب بأناملها حلمتي نهديها اليانعتين،تصول،وتجول سائر بدنها لتتجمد أصابعها بين فخذيها،شرذت في ذاك المكان الذي خاض مئات الحروب،وشهد كمثلها من الغزوات فوق أسرة ذكور تشبه إلى حد ما وحوشاً ضارية وجدت فريستها بعد طول سغب،تذكرت كل الدمى وأشباه الرجال الذين اعتلوها،وتلك الكائنات الدونية التي ماتستطيع إثبات ذواتها في الأرض فتثبتها فوق صهوتها تحت جنح ظلام غرفة توحد نتانتهما،أضحت كما الجلد الممزق من كثرة الدباغ،يتناوبه لئام مازالت أنفاسهم وزمجراتهم تقض مسمعها مقابل ثمن بخس دراهم معدودة لاتسمن ولاتغني من جوع.
شعرت بالتعب،ذرفت دموع خيبتها،كرهت كل الرجال الذين تشاركوا في نهش لحمها،والذين لم يتشاركوا،أبناء عاهرات هم،لاأحد تعزف روحه سيمفونية الآه كما أنتِ،هكذا خاطبت صورتها المعكوسة داخل المرآة،حاولت أن تكفر بنفسها،أن تغادرها علها تنطلق في رحلة جديدة نحو قلب رجل بدل جيبه،فما استطاعت.
تمهلي سيدتي،هم الآخرون يبحثون عن مابين فخذيك عوض قلبك،هكذا عاد الشيطان الذي بداخلها ليخاطب صورتها داخل المرآة،باتت تعي ذلك جيداً،فقررت أن تقايض كل الوحوش الجائعة،تحركت من أمام مرآتها اللعينة التي تصر أن تعكس بشاعتها الدفينة،سترت جسدها بقطعة ثوب لكنها عجزت عن ستر سوأة روحها التي ماتزال تعزف لحن الآه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire